قسم العظام

قسم العظام

العظم :

هو عضو صلب يكوّن جزء من الهيكل العظمي، يدعم العظم ويحمي الأعضاء المختلفة للجسم، وينتج كريات الدم الحمراء وخلايا الدم البيضاء، ويخزن المعادن، ويوفر الدعم للجسم، ويمكن من الحركة، تأخذ العظام العديد من الأشكال والأحجام ولها تركيب داخلي وخارجي معقد، رغم أن العظام خفيفة، إلا أنها قوية وصلبة، وتؤدي العديد من الوظائف.

النسيج العظمي:

هو نسيج صلب، وهو نوع من أنواع النسيج الضام الكثيف، وله مادة خلوية تشبه قرص العسل من الداخل، تساعد على صلابة العظام. يتكون نسيج العظام من أنواع عديدة من الخلايا العظمية، تشترك الخلايا العظمية والخلايا بانية العظم في تكوين وتمعدن العظم، فيما تشارك ناقضة العظم في تشربه، بانيات العظم المعدلة تصبح الخلايا المبطنة التي تكون طبقة وقائية على سطح العظمة. تملك المادة الخلوية المتمعدنة لنسيح العظم مكون عضوي من الكولاجين بشكل رئيسي، ومكون غير عضوي من معدن العظام، يتكون من أملاح مختلفة. النسيج العظمي هو نسيج متمعدن من نوعين، عظم قشري وعظم اسفنجي. تشمل أنواع الأنسجة الأخرى الموجودة في العظم نخاع العظام، وبطانة العظم، والسمحاق، والأعصاب، والأوعية الدموية، والغضروف.

التركيب :

يوجد ما يزيد عن 270 عظمة في جسم الإنسان عند الولادة، لكن العديد منها يلتحم معًا خلال النمو، تاركًا 206 عظمة منفصلة في الشخص البالغ، وذلك دون احتساب العظام السمسمية الصغيرة العديدة. العظمة الأكبر في الجسم هي عظمة الفخذ، أما الأصغر فهي الركاب في الأذن الوسطى. العظم ليس صلبًا بشكل موحد، وإنما يحتوي على مادة خلوية متينة. تكون تلك المادة الخلوية حوالي 30% من العظمة، فيما تتكون الـ70% الباقية من الأملاح التي تعطيها القوة. تتكون المادة الخلوية من حوالي 90-95% من ألياف الكولاجين، فيما تكون المادة الأساسية النسبة الباقية. النسيج الأولي للعظمة، النسيج العظمي، يكون صلد نسبيًا وخفيف الوزن. وتتكون مادته الخلوية في الأغلب من مادة مركبة تشتمل على فوسفات الكالسيوم غير العضوي في التركيب الكيميائي المسمى هيدروكسيل أباتيت الكالسيوم (هذا هو معدن العظام الذي يعطي العظام صلابتها) والكولاجين، وهو بروتين مرن يزيد من المقاومة للكسور, يعرف كولاجين العظام باسم عظمين. يتكون العظم عن طريق تصلب تلك المادة الخلوية حول الخلايا المحتجزة. حين تصبح تلك الخلايا محتجزة تتحول من بانيات العظم إلى خلايا عظمية.

العظم القشري

العظم القشري

تفاصيل قطاع عرضي في عظمة طويلة:

تتكون الطبقة الخارجية الصلبة للعظام من العظم القشري الذي يسمى كذلك عظم مدمج لكونه أكثر كثافة بكثير من العظم الاسفنجي، يشكل العظم القشري القشرة الخارجية الصلبة للعظم. يعطي العظم القشري العظمة مظهرها الأبيض، الصلب، الأملس، ويمثل 80% من الكتلة العظمية الكلية في هيكل الشخص البالغ. ويسهل من الوظائف الرئيسية للعظم: دعم الجسم بالكامل، وحماية الأعضاء، وتوفير رافعات للحركة، وتخزين وإطلاق المكونات الكيميائية، بالأخص الكالسيوم. يتكون العظم القشري من العديد من الأعمدة المجهرية، يسمى كل واحد منها عظمون. كل عمود هو عبارة عن طبقات عديدة من بانيات العظم والخلايا العظمية حول قناة مركزية تسمى قناة هافرس. قنوات فولكمان توصل الأعمدة ببعض بزاوية قائمة. تلك الأعمدة نشطة أيضيًا، وكلما يحدث تشرب للعظم وتكوينه من جديد تتغير طبيعة ومواقع تلك الخلايا خلال العظمون. يغطَّى العظم القشري بسمحاق على سطحه الخارجي، وبطانة العظم على سطحه الداخلي. بطانة العظام هي الحد الفاصل بين العظم القشري والعظم الاسفنجي. الوحدة التشريحية والوظيفية الأولية للعظم القشري هي العظمون.

العظم الاسفنجي

العظم الاسفنجي

يسمى كذلك العظم التربيقي، هو النسيج الداخلي للعظمة الهيكلية وهو عبارة عن شبكة خلوية مسامية مفتوحة. يمتلك العظم الإسفنجي نسبة مساحة السطح للحجم أكبر من تلك في العظم القشري نظرًا لأنه أقل كثافة. يجعله هذا أضعف وأكثر مرونة. كذلك تجعله مساحة السطح الأكبر مناسبًا للنشاطات الأيضية مثل تبادل أيونات الكالسيوم. يوجد العظم الإسفنجي تقليديًا في نهايات العظام الطويلة، وبالقرب من المفاصل، وفي داخل الفقرات. العظم الإسفنجي وعائي بشكل كبير ويحتوي عادة على نخاع عظام أحمر حيث يتم تكوين الدم، أي إنتاج خلايا الدم. الوحدة التشريحية والوظيفية الأولية للعظم الإسفنجي هي التربيق. تصطف الترابيق نحو توزيع الحمل الميكانيكي الذي يواجه العظام في العظام الطويلة مثل عظم الفخذ. فيما يخص العظام القصيرة، تم دراسة توزيع الترابيق في الفقرات.تصنع تشكيلات رفيعة من بانيات العظم المغطاة ببطانة العظم شبكة غير منتظمة من المساحات، تعرف باسم الترابيق. خلال هذه المساحات يوجد نخاع العظام والخلايا الجذعية المكونة للدم التي تكون الصفائح الدموية، وكريات الدم الحمراء، وخلايا الدم البيضاء. النخاع التربيقي يتكون من شبكة العناصر المشابهة للعصيان ووالصفائح تجعل العضو أخف وتوفر مساحة للأوعية الدموية ونخاع العظام. يمثل العظم الإسفنجي 20% من الكتلة العظمية الكلية لكن مساحة سطحه تبلغ تقريبًا 10 أضعاف العظم القشري.

الكلمات إسفنجي وتربيقي تشير للوحدات الصغيرة التي تشبه الشعرية (الترابيق) التي تكون النسيج. تم وصفها بشكل دقيق لأول مرة في نقوش كريزوستومو مارتينيز.

النسيج العظمي

النسيج العضمي

نخاع العظام:

نخاع العظام، يعرف كذلك باسم نقي العظم في نخاع العظام الأحمر، يمكن إيجاده بالكاد في أي عظمة تحتوي على عظم إسفنجي. في حديثي الولادة، تمتلئ كل تلك العظام بالنخاع الأحمر فقط أو النخاع المكون للدم، ولكن كلما زاد سن الطفل، تقل النسبة المكونة للدم من حيث الكمية فيما تزيد النسبة الشحمية/الصفراء من حيث الكمية. في البالغين، يوجد نخاع العظام الأحمر غالبا في نخاع العظام في عظمة الفخذ، والضلوع، والفقرات، وعظام الورك.

خلايا العظم :

العظم هو نسيج نشط أيضيًا يتكون من أنواع متعددة من الخلايا. تشمل تلك الخلايا بانيات العظم، التي تشارك في صنع وتمعدن نسيج العظم، والخلايا العظمية، وناقضات العظم، التي تشارك فيتشرب العظم.
تُشتق الخلايا العظمية وبانيات العظم من خلايا السليفة العظمية، فيما تُشتق ناقضات العظم من نفس الخلايا التي تتمايز لتكوين بلاعم وخلايا وحيدة. يوجد كذلك خلال نخاع العظام الخلايا الجذعية المكونة للدم. تنشئ تلك الخلايا خلايا أخرى تشمل خلايا الدم البيضاء، وكريات الدم الحمراء، والصفائح الدموية.

بانية العظم

بانية العظم

صورة بالمجهر الضوئي لعظم إسفنجي منزوع الكالسيون تُظهر بانيات العظم وهي تصنع النسيج العظماني، وتحتوي على خليتين عظميتين

بانيات العظم :

هي خلايا أحادية النواة مكونة للعظم. توجد على سطح طبقات العظمون وتصنع مزيج من البروتينات يعرف باسم النسيج العظماني، والذي يتمعدن ليصبح عظمًا. طبقة النسيج العظماني هي منطقة ضيقة من مادة خلوية عضوية حديثة التكون، لم تتمعدن بعد، وتوجد على سطح العظمة. يتكون النسيج العظماني بشكل رئيسي من كولاجين النوع الأول. تصنع كذلك بانيات العظم هرمونات، مثل بروستاغلاندين، لتعمل على العظمة نفسها.

تصنع بانيات العظم وتصلح العظم الجديد عن طريق البناء حول نفسها. أولًا، تضع بانية العظم ألياف الكولاجين. تُستخدم ألياف الكولاجين تلك كإطار لعمل بانيات العظم. ثم تقوم بانيات العظم بترسيب فوسفات الكالسيوم الذي يتم تصليبه بواسطة أيونات الهيدروكسيد والبيكربونات. يسمى العظم الجديد الذي أنشأته بانيات العظم نسيج عظماني. بمجرد إنهاء بانية العظم عملها يتم احتجهازها داخل العظمة بمجرد تصلبها. حين تصبح بانية العظم محتجزة، تسمى خلية عظمية. تبقى بانيات عظم أخرى على سطح العظم الجديد وتستخدم لحماية العظم، وتصبح تلك الخلايا الخلايا المبطنة.

بانيات العظم :

هي غالبا بانيات عظم غير نشطة تنشأ الخلايا العظمية من بانيات العظم التي هاجرت للداخل وأصبحت محتجزة ومحاطة بالمادة الخلوية للعظام التي أنتجتها بنفسها.[6] المساحات التي تشغلها تعرف باسم الجوبات. تمتلك الخلايا العظمية العديد من الزوائد التي تمتد لملاقاة بانيات العظم والخلايا العظمية الأخرى بهدف التواصل. تظل الخلايا العظمية على اتصال بالخلايا الأخرى في العظم عن طريق المفاصل الفجوية.

العظام في القرآن الكريم ، إعجاز علمي

موسوعة النابلسي للعلوم الاسلامية – القرآن الكريم كتاب أنزل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، احتواءه على علوم بحاجة إلى التفكر والنظر، لا ندعي بذلك أن القرآن الكريم تضمن العلوم الكونية وتفصيلاتها الدقيقة، وإنما هي مجرد إشارات بالواقع لعدد من الحقائق الكونية المقصود منها هو التأكيد على أن الحقائق العلمية المشار إليها في القرآن الكريم يؤدي فهمها إلى تعميق الإيمان بالله وقدرته، وليس معنى ذلك بحال من الأحوال أننا نمضي إلى ما يتوهمه، أو يتخوفه البعض من تفسير القرآن الكريم كله تفسيراً علمياً، إنما تفسيره في ضوء الإعجاز العلمي للقرآن والسنة.

ذكر القرآن الكريم تكوين الجسد، وذكر العظام في مواضع مختلفة قال الله عز وجل: وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً﴾ [ سورة البقرة: 259] .
إن من آيات الله الدالة على عظمته هذا الهيكل العظمي الذي هو قوام جسمنا، إنه نسيج متين، يقاوم قوى الشد، ونسيج قاس يقاوم قوى الضغط، متين وقاس، هذا النسيج المتين القاسي أحد وظائفه الكبرى أن يحمي الأجهزة النبيلة فالدماغ من أنبل هذه الأجهزة، موضوع في كرة عظمية هي الجمجمة، والنخاع الشوكي أيضاً حبل نبيل جداً، موضوع في العمود الفقري، والقلب أخطر هذه الأجهزة، موضوع في القفص الصدري، والرحم موضوع في عظم الحوض، ومعامل كريات الدم الحمراء موضوعة في داخل العظام ولولا الجهاز العظمي لكان الإنسان كومة من الجلد واللحم لا شكل لها، هذا الجهاز مؤلف من مئتي قطعة، بنيتها قاسية، ومحكمة من الخارج، ومسامية، إسفنجية من الداخل، لو أن بنيتها من الداخل كانت كبنيتها في الخارج لكان وزن أحدنا أربعة أمثال وزنه الطبيعي، لو أن وزن الإنسان سبعين كيلو غراماً يصبح مئتين وأربعين كيلو غرامًا، إذا كانت العظام بنيتها من الداخل كبنيتها من الخارج، من الخارج متينة ثقيلة من الداخل إسفنجية.
يقول العلماء: في بنية العظم يتحقق حد أقصى من النتائج بحد أدنى من اللوازم، فهناك توازن رائع بين البنية المقاومة والوزن الخفيف، الطائرة التي نركبها تزن مئة وخمسين طناً، ووقودها يزن مئة وخمسين طناً، يكفيها أربع عشرة ساعة للطيران، لو أنها صنعت من ثلاثمائة طن من الحديد لاحتاجت إلى ثلاثمائة طن من الوقود لو كان وزننا أربعة أمثال ما نحن عليه فهناك مشكلات جمالية، وهناك هدر للطاقة بلا مسوغ، أغرب ما في هذا الجهاز أن هناك هدماً وبناءً مستمرين، حقيقة مذهلة، حيث إن الإنسان يتجدد هيكله العظمي خمس مرات في عمر متوسط، كل ست أو سبع سنوات لك هيكل عظمي جديد كلياً، بفعل عملية الهدم والبناء .
إن الهدم والبناء مستمر، إذاً يعين على التئام الكسور، وظيفة البناء الأولى أنه يعين على التئام الكسور، فإذا كسر عظم الإنسان، وليس هناك هدم ولا بناء أصبح هذا العظم مكسوراً حتى الموت، وهذه من نعم الله الكبرى، والهدم والبناء المستمر يجعل العظم مخزناً للكلس، بمعنى أن الجنين قد يحتاج إلى مادة الكلس يأخذها من عظم أمه، لأن عظم أمه فضلاً عن أنه هيكل وظيفته أن يكون قوام الإنسان معتمداً على هذا الهيكل فهو مخزن للكلس.

قسم العظام

ما الذي ينظم نمو العظم ؟ وكيف يمكن إيقاف هذا التنظيم عند حد معين ؟

لو أن هذا العظم ينمو عشوائياً لتعملق الإنسان ؟ من أسماء الله عز وجل الباسط القابض، هناك هرمونات تنظم نمو العظام وتنظم إيقافه عند حد معين شيء لا يصدق أن هذا العظم ينمو، من الذي أمر هذه الخلايا أن تقف عند حد معين ؟
هناك حالات نادرة جداً حكمة وجودها أن تعرف قيمة القاعدة الأساسية، فهناك إنسان مقزم، طوله خمسة وخمسون سنتمتراً، وهناك إنسان عملاق طوله مئتان وأربعون سنتمترًا، فالعملقة والتقزم لها علاقة بهرمون النمو، وهذا شيء دقيق.
شيء آخر، هو أن التعظم أي تحول الغضروف إلى عظم يبدأ من الحياة الجنينية، ويستمر بعد الولادة إلى سن اكتمال النمو الطولي، من سبعة عشر عاماً إلى الواحد والعشرين، كيف أن هناك نسيجًا غضروفيًّا مع الزمن يصبح نسيجاً عظمياً، الغضروف ألين، لكن تبقى غضاريف بين العظام، كيف أننا نضع قطعًا من الكوتشوك بين قطعتين صلبتين تفادياً للاحتكاك، كذلك الغضروف له مهمة كبيرة ، إنْ في العمود الفقري، وإنْ في المفاصل، فالغلاف الغضروفي يسهل الحركة، ويمتص الصدمات، ويعين على ليونة الاحتكاك.
شيء آخر، هناك عند المفاصل سائل لزج ينزلق عليه سطح لزج من أجل سهولة حركة المفاصل، هذا السائل يتجدد تلقائياً من حين إلى آخر .
نحن نعلم في السيارات أنه لابد من إضافة الزيت، لكن الإنسان خَلقه في كمال مطلق، هناك زيت يكون بين المفاصل يتجدد تلقائياً من دون أن تضيف الزيت، ومن دون ساعة زيت، ومن دون خطر احتكاك العظام مع بعضها، هذه بعض الآيات الدالة على عظمة الله عز وجل : (وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً﴾ [ سورة البقرة: 259] .
العلماء قالوا: العظام في مجملها مركبة من مادة أساسية هي الكالسيوم، ولكن توزيع هذه المادة مع متمماتها على شكل آخر، فخمسة وثمانون بالمئة من العظام كالسيوم وفوسفات، وعشرة بالمئة كالسيوم الكربونات، وثلاثة بالألف كالسيوم الكلوريد، واثنان بالألف كالسيوم الفلوريد، وواحد بالمئة فوسفات المغنزيوم، هذه نسب الكالسيوم مع المتممات التي في العظام .
وتسعة وتسعون بالمئة من الكالسيوم متوضع في العظام، ولكن امتصاص الكالسيوم من الأمعاء هنا الدقة، هذا الهيكل العظمي المتين ، عظم عنق الفخذ يتحمل ضغط مئتين وخمسين كيلوًا، فالإنسان الشديد القوي المتين يتحمل نصف طن، وطبعاً عنق الفخذ هو عظم من أطول عظام الإنسان، لكن من أجل جمال الإنسان جعل وسطه متوسعاً بفضل عنق الفخذ .
فكل حمل الإنسان يقع على هذه المنطقة هذا العظم من المتانة حيث يتحمل مئتين وخمسين كيلوًا، ما هذه المتانة ؟ وما هذه القوة في العظام ؟
والعظم هو كلس يؤخذ من الحليب، فكيف تحول هذه أملاح الكالسيوم التي أودعها الله في الحليب، وفي مشتقات الألبان، وفي بعض الفواكه ؟ كيف نقلت هذه المادة فأصبحت بناءً متيناً للإنسان ؟
هنا ملاحظة لطيفة جداً، إن توضع الكالسيوم في العظام يحتاج إلى فيتامين ” د “، فإذا لم يتوافر هذا الفيتامين أصيب الطفل بهشاشة في عظامه، أو بلين في عظامه، موطن الشاهد في الموضوع أن شكل العظام على شكل شوكيات، و هذه الشوكيات تتداخل، وإذا تداخلت كونت جسماً متيناً لدرجة متناهية، والحقيقة أن عظم عنق الفخذ كما تكلمت قبل قليل: يتحمل هذا الضغط الهائل، قال تعالى: وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً﴾ [ سورة البقرة: 259] ننشزها، أي: نجعلها على شكل شوكيات متداخلة حيث تكون متينة جداً وقاسية جدا

اليد، وكيفية بنائها :

مثلاً لو تصورنا أن هذه اليد بلا مفصل، كيف نأكل ؟ الأكل مستحيل، بشيء من الطرافة، لابد من أن ننبطح على الأرض، وأن نأكل الطعام عن طريق اللسان فقط، كالقطط، هذا المفصل يجعل قدرتك على تناول الطعام يسيراً، هذا المفصل داخلي لكن مفصل الرجل خارجي، هذا نحو الداخل، تلك نحو الخارج، هذا المفصل يتحرك في كل الاتجاهات، هناك من يقول: إن الحضارة الإنسانية أساسها هذا الإبهام، هذا الإبهام يقوم بأعمال، تصور حاول أن ترتدي ثيابك من دون إبهام، مستحيل، الإبهام يقوم بدور، الأصابع بدور، السلاميات بدور، الرسغ بدور، الكتف بدور .
يوجد شيء دقيق جداً، إنسان أحياناً يغضب يمسك ابنه من يده، ويرفعه بعنف، لو أن الأربطة التي ربطت فيها اليد مع الجسم لم تكن مدروسة لخلعت يده، ويد الطفل مرتبطة مع الجسم لا بأربطة تحميه من أن تنخلع عند حمله فقط عند الغضب منه، لأن الشد السريع يضاعف المقاومة تقريباً، فالإنسان مربوط ربطاً محكماً، الآية الكريمة:( نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلاً (28)﴾ [ سورة الإنسان: 28] .
لو فكر الإنسان في عظم الرسغ، و كيف أنه يتحرك بكل الاتجاهات، وفكر في عدد الأصابع، وفي السلاميات، وفي الإبهام بالذات، وفي هذا المفصل الداخلي، وفي حركة مفصل الكتف، لرأى العجب العجاب، إن هذه اليد فيها شبكة أعصاب، وشبكة أوردة، وعضلات، وأجهزة عالية جداً، فالله عز وجل دعانا إلى أن ننظر إلى خلقه، وإلى كمال خلقه، كي نتعرف إليه أكثر فأكثر.

ما هي السلامية ؟

هذا العظم الذي في الأصابع، كل إصبع لها عدة سلاميات، قال العلماء: في اليد خمس أصابع، وفي كل إصبع ثلاث سلاميات، إلا الإبهام، فهو مكوّن من سلاميتين، وهنا السر، ربما لا تصدق أن حضارة الإنسان التي يزهو بها متعلقة بهذا الإبهام والإبهام مما يتفرد به الإنسان دون بقية المخلوقات، على السلامية الثانية في هذا الإبهام يرتكز وتر مع عضلة قابض طويل، يطوي السلامية الثانية، فيعطي الإبهام رشاقته ودقته التي يتفوق بها الإنسان على سائر المخلوقات بسبب دقة بناء اليد انطلقت هذه اليد لتؤدي مهمات لا حصر لها، لولا هذا الإبهام لما كان لهذه الأصابع من قيمة، جرب أن تكتب من دون إبهام، أو أن تخيط من دون إبهام، أو أن ترتدي ثيابك من دون إبهام، أو أن تعمل على آلة دون إبهام، فإنك بالتأكيد لن تستطيع شيئاً، وهذا صنع الله الذي أتقنه.
إن مفصله الكروي يعطيه المرونة الفائقة، والسلاميتان الاثنتان مزودتان بما لا يقلّ عن خمسة أوتار مما يمنحه الحركة برشاقة في كل الاتجاهات من البسط والقبض، والتبعيد والتقريب، والدوران والإمساك والمقابلة .
لو أن ضارباً على جهاز الحاسوب جلس ست ساعات يضرب على أزراره لبذل هذا الإبهام جهداً يساوي المشي على قدميه أربعين كيلو مترًا، وهو لا يدري، قال أحد العلماء الغربيين: هذا الإبهام العجيب هو الذي فتح لنا هذا العالم العجيب، فزاد معرفتنا بالله عز وجل، وعظمته، ووحدانيته وإن هذه الأداة العجيبة فيها مجموعة من العظام والأوتار والعضلات، والأعصاب والشرايين، والأوردة والعروق الليمفاوية، في اليد سبعة وعشرين عظماً، وثمانية وعشرون مفصلاً، وثلاث وثلاثون عضلة أما عظام الرسغ فسبعة، وهذا الرسغ أيضاً يعطي اليد الحركة في كل الاتجاهات، ولولا هذا الرسغ لما كان لهذه اليد من معنى، ولولا أنها باتجاه واحد لفقدت معظم خصائصها، تمر شبكة سقي وتروية دموية من أبدع ما خلق الله عز وجل، وتصبّ هذه الشبكة في نهرين عظيمين على حافتي الرسغ في شلالين متعانقين متضافرين يتوزع عن الوريد والشريان شبكة دقيقة جداً في اليد، ففي أي مكان وضعت رأس إبرة يخرج الدم، معنى ذلك أن هناك شبكةً دقيقةً جداً، وأما المنظم فهي شبكة عصبية محكمة متدفقة من ثلاث كبلات، أعصاب المتوسط، والزندي، والعقبري، تستقبل الحس، وتوجه الحركة، وهذا نظام إرادي، ونظام لا إرادي مرتبط بالفعل المنعكس الشرطي لو درسنا هذه اليد لوجدناها آية من آيات الله عز وجل، هذه الحضارة، وهذه الصناعات، وهذه الآلات لا معنى لها من دون يد، والله جل جلاله كرم الإنسان بهذه اليد، وهذه من أقرب الآيات لدينا، قال تعالى:( وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (21)﴾ [ سورة الذاريات: 21] .

ما هو مرق العظام؟

مرق العظام:

هو عبارة عن نوع من المرق يصنع عادة عبر غلي العظام أو الغضاريف المأخوذة من الحيوانات المختلفة، مثل الأبقار والأسماك والدجاج والخرفان، وقد تستغرق عملية الغلي هذه فترة تتراوح بين 3-72 ساعة. وفي بعض الأحيان قد تستخدم أجزاء مختلفة أخرى من الحيوانات لصناعة مرق العظام، مثل الأقدام والزعانف.
من الممكن الحصول على مرق العظام عبر صناعته في المنزل، أو عبر شراء مسحوق البروتين المصنوع من مرق العظام ومزجه بالماء المغلي إلا أن المسحوق قد يحتوي على مواد حافظة فلا ينصح باستخدامه لفترات طويلة.
قد يكون لمرق العظام العديد من الفوائد التي لا زالت قيد البحث والدراسة، وعلى رأس هذه الفوائد المحتملة تلك المتعلقة بصحة الأمعاء، إذ قد يساعد مرق العظام على إعادة التوازن لبكتيريا الأمعاء وتحسين صحة الأمعاء بشكل عام.

القيمة الغذائية لمرق العظام

تحتوي العظام والأجزاء المستخدمة لصناعة مرق العظام على نسبة عالية من الفيتامينات والمعادن المختلفة، والتي تختلف تراكيزها حسب طبيعة العظام والغضاريف والأنسجة الحيوانية المستخدمة لصنع المرق , وهذه بعض العناصر الغذائية التي قد يحتوي عليها مرق العظام، خاصة المرق الذي دخلت في صناعته أجزاء من العظام تحتوي على نخاع العظم:

الفسفور – الكالسيوم – المغنيسيوم – البوتاسيوم – الكولاجين – الحديد – الزنك – المنغنيز – السيلينيوم – فيتامين أ – فيتايمن ك – أحماض أوميغا 3 وأوميغا 6

للحصول على مرق عظام مغذي وغني بالعناصر الغذائية المذكورة، يفضل استخدام أكبر كمية ممكنة من العظام والأنسجة الحيوانية المختلفة، كما يفضل إضافة بعض الخضراوات إليه للحصول على فوائد إضافية.

فوائد مرق العظام

لمرق العظام العديد من الفوائد المحتملة للصحة، إليك قائمة بأهمها:

1-تحسين صحة الجهاز الهضمي
قد يساعد تناول مرق العظام على تحسين صحة الجهاز الهضمي بعدة طرق مختلفة، كما يلي:
تسهيل عملية هضم المواد الغذائية المختلفة، إذ يحتوي مرق العظام على مادة الجيلاتين التي تساعد على جذب الماء من القناة الهاضمة والارتباط به لزيادة حجم المواد الغذائية الموجود في القناة الهاضمة، وبالتالي تسهيل مرور هذه المواد في الجهاز الهضمي وتسهيل هضمها.
حماية البطانة المخاطية الموجودة في الجدران الداخلية للقناة الهاضمة، وتسريع التئامها في حال تعرضها لأي ضرر.
الوقاية من الإصابة بمتلازمة تسرب الأمعاء، أو علاجها لدى المصابين بها من الأصل.
تخفيف الأعراض التي قد ترافق بعض أمراض الجهاز الهضمي، مثل: متلازمة القولون العصبي، مرض كرون، داء الأمعاء الالتهابي.
ويعتبر مرق العظام من الأغذية التي يستطيع الجسم هضمها بسهولة.
2- تحسين صحة العظام والمفاصل
قد يساعد تناول مرق العظام بانتظام على تحسين صحة العظام والمفاصل والغضاريف بشكل عام، وذلك بسبب قدرة مرق العظام المحتملة على:
حماية الغضاريف من التلف أو إبطاء وتيرة أي تلف قد يصيب الغضاريف مع الوقت ولأي سبب كان، مما قد يساعد على حماية المفاصل، إذ يحتوي مرق العظام على نسبة عالية من الجيلاتين الذي يتحول إلى الكولاجين عند هضمه، وهي مادة تساعد على ترميم الغضاريف وتحسين صحتها وصحة المفاصل.
مكافحة مرض التهاب عظام المفاصل المزمن أو مايعرف بمرض الفصال العظمي (Osteoarthritis) وتخفيف أعراضه، أو المساعدة على الوقاية من الإصابة به.
3-تحسين صحة الجلد
نظرًا لأن مرق العظام هو أحد الأطعمة الغنية بالكولاجين، فإن تناوله قد يلعب دورًا في تحسين صحة الجلد وذلك لقدرته المحتملة على:
التخفيف من علامات تقدم السن المختلفة، مثل التجاعيد.
تخفيف وتحسين مظهر السيلوليت.
ترطيب الجلد وحمايته من الجفاف.

4- خسارة الوزن الزائد
يحتوي مرق العظام على نسبة عالية من البروتينات والجيلاتين، الأمر الذي يجعله أحد أنواع الأطعمة التي قد تساعد على كبح الشهية والشعور بالشبع لفترات أطول بعد تناوله، وبالتالي خسارة الوزن الزائد بشكل تدريجي.
كما أن تناول مرق العظام بانتظام من قبل الأشخاص الذي يمارسون الرياضة قد يساعد على زيادة الكتلة العضلية وخسارة الدهون الزائدة من الجسم.
ومن الجدير بالذكر التنويه إلى أن مرق العظام يحتوي على كمية قليلة نسبيًا من السعرات الحرارية.
5-فوائد أخرى
قد يكون لمرق العظام العديد من الفوائد المحتملة الأخرى للصحة، مثل:
تقوية مناعة الجسم ومكافحة نزلات البرد بشكل خاص.
تحسين جودة النوم.
تنظيم عمليات الأيض.
أضرار ومحاذير
قد يحتوي مرق العظام على نسبة عالية من الرصاص والذي قد يلحق ضررًا كبيرًا بالصحة عند التعرض له بنسب معينة، لذا يفضل عدم الإفراط في تناول مرق العظام.